علاج السحر والوقاية منه بلبن الحمارة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد...
🔸انتشر مؤخرا مقطع صوتي لأحد الأشخاص ينصح الناس بشرب لبن الحمارة بزعمه أنه يُعالج السحر ويقي صاحبه من أن يتعرض للسحر في حياته, وهذا من الخرافات التي لا أصل لها, بل أن شرب لبن الحمير أو أكل لحومها محرم شرعا, فلا يجوز التداوي بشيء محرم.
🔸 قال ابن قدامة رحمه الله : " فَصْلٌ : وَلا يَجُوزُ التَّدَاوِي بِمُحَرَّمٍ , وَلا بِشَيْءٍ فِيهِ مُحَرَّمٌ , مِثْلِ أَلْبَانِ الأُتُنِ ( جمع أتان وهي أُنثى الحمار) ، وَلَحْمِ شَيْءٍ مِنْ الْمُحَرَّمَاتِ , وَلا شُرْبِ الْخَمْرِ لِلتَّدَاوِي بِهِ ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : إنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهَا . ; وَلأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ لَهُ النَّبِيذُ يُصْنَعُ لِلدَّوَاءِ فَقَالَ : إنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ .المغني ج9 ص338
🔸وحتى لو ثبت نفعه بالتجربة فهو من استدراج الشياطين, ونقول ان الشفاء حصل عند شربه وليس بشربه, بمعنى أن الله تعالى قدر الشفاء على هذا المريض اثناء شرب ذلك اللبن المحرم فتنة له واستدراجا حتى يعتقد الشفاء في المحرمات وهذا من فساد العقيدة, كما يحصل لمن يذهب عند السحرة أو العرافين أو الأضرحة والسادات, منهم من يشعر براحة أو تخف عنه الأعراض والمعانات وهذا كذلك من الإستدراج حتى يزيدا هذا المريض تمسكا بهذه الأماكن والأشخاص فبهذا يقع في الشرك عياذا بالله.
🔹فالسحر يُعالج بكلام الله وبالدعاء وبالرقية الصحيحة وحتى لو تأخر الشفاء فالمصاب مأجور وتُرفع درجاته ويكون عند الله محمودا لأنه سلك مسلكا شرعيا في العلاج.
🔹والوقاية من السحر تكون بالأذكار النبوية الصحيحة وبتقوى الله والوقوف عند محارمه, وليس بشرب لبن الحمير أو نحوه.
والله اعلم
حرره الباحث خليفة بوعسرية
1 commentaires:
commentaires٧
رد